وقفة مع رسالة الباحث ورجل الاقتصاد الفلسطيني محمد يونس الحسيني عام 1938

في هذه الرسالة المرسلة من بغداد يكتب المحاسب محمد يونس الحسيني إلى إبن عمه موسى يونس الحسيني بأنه عازم على افتتاح مكتب تدقيق حسابات. في ذات الفترة تم تعيين موسى يونس – المذكور في الرسالة – مديراً لسينما الحمراء في يافا وهو الذي استقطب كبار الفنانين في العالم العربي من عبد الوهاب وحتى يوسف وهبي لتقديم ابداعاتهم في السينما لمنح المشاهد الفلسطيني تجربة فنية مميزة. أما محمد يونس الحسيني فسيعود من بغداد وسيساهم في العديد من المشروعات الاقتصادية لكنه سيكون أيضاً أول باحث فلسطيني جاد يتخصص في العلوم الاجتماعية وسيصدر مجموعة هامة من الأبحاث ربما يكون أهمها كتابه “التطور الاجتماعي والاقتصادي في فلسطين العربية” عام 1946. ستسقط فلسطين وستغلق سينما الحمراء في يافا وسينتقل موسى يونس الحسيني للإقامة في بيروت، وسيحاول ابن عمه محمد يونس الحسيني استعادة التاريخ واقامة مشروعات في القدس لكنه لن ينجح وسيرحل إلى مصر، أما أرضه في شارع صلاح الدين في القدس فسيقام عليها مجدداً “سينما الحمراء” تيمناً بماضي العائلة في دعم سينما الحمراء اليافوية ومثل سينما الحمراء في يافا سيكون مصير سينما الحمراء في القدس.لكل قصاصة ورق حكاية، فلا تلقوا أو تمزقوا أي ورقة، فقد تكون الشاهد الأخير على حكاية ما، قصة شخص ما، أو مرحلة لن تتكرر.

أضف تعليق